القاهرة- د ب أ: كشفت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة امس الثلاثاء عن ترتيبات لعقد لقاء رباعي اليوم يجمع بين وزراء الخارجية العراقي هوشيار زيباري والسوري وليد المعلم والتركي أحمد داود أوغلو إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وذلك على هامش اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي ينعقد اليوم في القاهرة.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الاجتماع يسبقه اجتماع آخر بين موسى ووزيري خارجية العراق وسورية لاحتواء الأزمة التي تفجرت مؤخرا بين دمشق وبغداد على خلفية انفجارات الأربعاء الدامي يوم 19 آب (أغسطس) الماضي، والتي استهدفت وزارتي المالية والخارجية العراقيتين، وراح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، واتهمت العراق أجهزة تابعة للحكومة السورية بتنفيذها.
وكشفت المصادر عن أن أفكارا ستطرح خلال اللقاء كخطوات لأخذ الحالة العراقية السورية الحالية من مسار الأزمة المتصاعد نحو التهدئة.
ولفتت المصادر إلى أن مناقشات مستفيضة ستجري بين وزراء الخارجية لبلورة موقف عربي موحد بشأن عملية السلام، وذلك عقب تصديق وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك على بناء المئات من الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية ومحيط مدينة القدس، الأمر الذي يمثل ضربة قوية للجهود الجارية حاليا لوقف الاستيطان الإسرائيلي من جانب الأطراف الدولية المعنية خاصة الولايات المتحدة.
وأكدت المصادر أن مناقشات الوزراء ستركز على الملفات العربية التي ستطرح على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي الذي سيترأسه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لاسيما ما يتعلق بانتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط والاستيطان الإسرائيلي ووضع أسس جديدة لعملية السلام، تنطلق من تحديد آليات عمل وجدول زمني ينتهي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقالت المصادر: 'إن وزير الخارجية اليمني سيقدم شرحا لوزراء الخارجية العرب حول آخر تطورات أزمة صعدة والقتال مع الحوثيين، خاصة في ضوء تواتر تقارير عن ضلوع دول وجهات إقليمية في تأجيج الصراع بين الحكومة اليمنية والحوثيين'.
وانتهى مجلس جامعة الدول العربية في ختام اجتماعه على مستوى المندوبين الدائمين امس الثلاثاء من إعداد مشروعات القرارات لرفعها لوزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اليوم لإقرارها.
ويدعو مشروع قرار كافة الدول، وخاصة الولايات المتحدة، والمنظمات الدولية التي شاركت في الاجتماع الدولي للسلام في أنابوليس ومؤتمري باريس وبرلين إلى تحمل مسؤولياتها للدفع بجهود السلام وإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان وضرورة التزامها بإظهار إرادة سياسية ورغبة أكيدة للتوصل إلى سلام عادل وشامل. ويدين مشروع قرار حول الوضع في العراق التفجيرات 'الإرهابية' التي شهدتها بغداد يوم 19 آب (أغسطس) الماضي، والتي استهدفت عددا من المؤسسات والمباني الحكومية، ومنها وزارتا الخارجية والمالية، وراح ضحيتها مئات من الأبرياء.
وفيما يتعلق بالأمن المائي العربي، أدان مشروع قرار مصادرة إسرائيل واستغلالها للموارد المائية في الأراضي العربية المحتلة في الأراضي الفلسطينية والجولان العربي السوري، داعيا لتقديم مساعدات عاجلة لتحسين نوعية المياه في الأراضي الفلسطينية وخاصة قطاع غزة.
وفي مشروع قرار خاص بالجولان السوري المحتل ، أكدت الدول العربية على مساندتها الحازمة لمطلب سورية العادل في استعادة كامل الجولان إلى خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 ، استنادا إلى أسس عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية والبناء على ما أنجز عمله في إطار مؤتمر السلام في مدريد 1991 .
كما يرحب مشروع قرار بما تم إنجازه على صعيد العلاقات اللبنانية السورية واستكمال المسار الذي يحقق مصالح البلدين.
وحول دعم السلام والتنمية والوحدة في السودان، أكد مشروع قرار على التضامن مع السودان والرفض التام لأي محاولة تستهدف الانتقاص من سيادته ووحدته وأمنه واستقراره ورموز سيادته الوطنية.
وأكد مشروع القرار رفض أي محاولات تستهدف تدويل منطقة البحر الأحمر وتعزيز التعاون العربي لتحقيق الأمن في البحر الأحمر وخليج عدن ، أخذا في الاعتبار مسؤولية الدول العربية المطلة على البحر الأحمر في تأمين سواحلها. وحول مخاطر السلاح النووي الإسرائيلي وأسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية الأخرى على السلم الدولي والأمن القومي العربي، أكد مشروع القرار الخاص بهذا الشأن على أهمية الإعداد الجيد لمشاركة عربية فعالة في أعمال مؤتمر 2010 لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لإبراز القضايا العربية وتحقيق المصلحة المشتركة.
وحول معالجة الأضرار والإجراءات المترتبة عن النزاع حول قضية لوكربي ، أكد مشروع قرار على حق ليبيا المشروع في الحصول على تعويضات عما أصابها من أضرار مادية وبشرية بسبب العقوبات التي كانت مفروضة عليها، كما رحب بقرار السلطات الإسكتلندية بإطلاق سراح المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي.
العراق للجميع