لقدس (ا ف ب) - اعلن برنامج الامم المتحدة للبيئة الاثنين ان خزانات المياه الجوفية في قطاع غزة مهددة بالاضمحلال بسبب الاستهلاك المفرط والتلوث، مؤكدا ان الوضع ازداد تفاقما بسبب الهجوم الاسرائيلي الاخير.
وقال البرنامج في تقرير ان "مصادر المياه الجوفية، التي يعتمد عليها مليون ونصف المليون فلسطيني في الزراعة والشرب، مهددة بالاضمحلال بسبب سنوات من الاستهلاك الجائر والتلوث، وقد زاد من تفاقم الوضع الحرب الاخيرة" التي شنتها اسرائيل على القطاع.
ولتجنب مزيد من التدهور، اوصى برنامج الامم المتحدة للبئية بترك المياه الجوفية في فترة "استراحة" عن طريق استخدام مصادر مياه بديلة. وجاء في التقرير انه "نظرا الى ان خزانات المياه الجوفية متصلة مع مصر واسرائيل، فان مثل هذا العمل يجب ان يتم بالتنسيق مع هذين البلدين".
وحذر البرنامج من انه في حال عدم المبادرة الى معالجة المشكلات المائية في قطاع غزة فان "علاج الاضرار سيستغرق مئات من السنين".
وبحسب التقرير فان الاسباب الرئيسية لزيادة ملوحة المياه الجوفية هي "الاستهلاك الجائر" والتلوث الناجم عن مياه الصرف الصحي والزراعة.
واضاف ان "مستوى التلوث بلغ حدا يجعل اطفال غزة معرضين لخطر التسمم بالنترات".
وقدر التقرير كلفة اعادة تأهيل خزانات المياه الجوفية في قطاع غزة على مدى 20 عاما بمليار و500 مليون دولار، مشيرا الى ان هذا الامر سيتم خصوصا من خلال بناء محطات لتحلية المياه للتخفيف من الاعتماد على المياه الجوفية.
وقطاع غزة، الذي تسيطر عليه منذ حزيران/يونيو 2007 حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس)، عبارة عن شريط ساحلي ضيق ومكتظ بالسكان حيث يتكدس فيه 1,5 مليون فلسطيني، ما يجعل هذه المنطقة صاحبة احد اعلى معدلات الكثافة السكانية في العالم.
ويقع قطاع غزة جنوب غرب اسرائيل، على الحدود مع مصر، وهو عبارة عن شريط ساحلي بطول 45 كلم وبعرض يتراوح بين 6 و10 كلم، ويعاني من نقص مزمن في المياه.
وشن الجيش الاسرائيلي هجوما مدمرا على القطاع في كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير قتل فيه اكثر من 1400 فلسطيني، وفقا لمصادر طبية فلسطينية، وتسبب باضرار مادية بلغت مليارات الدولارات.