غزة-دنيا الوطن
نجاح بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة كان مرهونا بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية ، إلا أنه بعد ستة شهور من وصوله للسلطة بدا عاجزا عن فعل أي شيء بسبب تصاعد قوة إيران العسكرية وسعي أوباما للحوار مع الجمهورية الإسلامية ، الأمر الذي دفعه للتفكير في مغامرة عسكرية جديدة ضد قطاع غزة .
ففي 28 سبتمبر / أيلول ، كشفت مصادر دبلوماسية غربية لصحيفة "الخبر" الجزائرية أن إسرائيل تحضر لحرب جديدة على قطاع غزة قبل نهاية العام الجاري ستكون أكثـر شراسة من الحرب الأولى التي جرت في الشتاء الماضي وأسفرت عن استشهاد 1500 فلسطيني وإصابة أكثـر من 5 آلاف آخرين ، بجانب تدمير 20 ألف منزل.
وفي السياق ذاته ، نقلت الصحيفة عن المراسل العسكري في التليفزيون الإسرائيلي روني دانيل القول إن حماس نجحت في الآونة الأخيرة في تهريب صواريخ متطورة بعيدة المدى ومضادة للدبابات تمتاز بإصابتها للأهداف بدقة ، وهو الأمر الذي دفع قيادة الجيش الإسرائيلي لاصدار تعليمات لجميع المنازل الواقعة في المستوطنات المطلة علي قطاع غزة بأن تكون على أهبة الاستعداد لإخلائها وأن تجد لها منازل أخرى أبعد عن الحدود لأن تلك الصواريخ يمكنها إصابة المنازل الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة في حال أطلقتها حركة حماس خلال أي مواجهة جديدة مع إسرائيل.
ويبدو أن إسرائيل بدأت تمهد لمثل تلك الحرب ، حيث نقلت صحيفة "الشروق" التونسية عن مصادر عسكرية إسرائيلية القول في 28 سبتمبر إن 100 مروحية إسرائيلية قامت باستعراض جوي فوق دير البلح وخان يونس ورفح في مؤشر على تصعيد مرتقب ضد قطاع غزة كان هدد به نتنياهو صراحة حين أبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تل أبيب لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال تعاظم قوة حماس.
وأضافت المصادر ذاتها أن المروحيات الإسرائيلية حلقت فوق جنوبي القطاع خلال توجه نتنياهو إلى واشنطن لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وصادق وزير الحرب ايهود باراك على الاستعراض الجوي في محاولة لإعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي ولإظهار قوة إسرائيل أمام كل من إيران وحزب الله وحماس.
ومن جانبه ، كشف موقع "تيك ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي أيضا أن نتنياهو أبلغ أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الجيش الإسرائيلي سيبدأ بعمليات عسكرية وخاصة عمليات اغتيال ليس فقط في قطاع غزة بل أيضا في الضفة الغربية ، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي اكتفى بمطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بتجنب تنفيذ اغتيالات في الضفة الغربية لعدم احراج الرئيس الفلسطيني أبو مازن ، لكنه التزم الصمت حيال قطاع غزة.
وأخيرا ، فإن انتقاد أوباما لتقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة يعطي مصداقية للتقارير السابقة ، فموقفه بدا وكأنه يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لتكرار مغامراتها العسكرية في القطاع .
والخلاصة أن مواقف أوباما تنقذ نتنياهو وتدفعه للإسراع بشن حرب جديدة على غزة لمداواة "جراحه" أمام إيران من ناحية ولمنع انهيار حكومته المتطرفة من ناحية أخرى.