الديمقراطية بين الرؤساء العرب والشارع العربي..بقلم: طلعت الأنصاري
تاريخ النشر : 2009-08-05
الديمقراطية المطلقة هي موضوع ككل العناوين المطلقة يعتبر تطبيقها واقعياً نوع من تجاوز الحد في التعامل مع الواقع ولكن؟؟!!
ماذا يكمن وراء تطبيق الديمقراطية بشكل جزئي ؟
وأين يقف العرب من الديمقراطية؟
بالتأكيد الإجابات حول هذين السؤالين ستجد تنوعاً يبدأ من الصادقين وينتهي بالمتملقين أو أعداء ما يسمى الأنظمة العربية
في كل الأحوال تظل الرحى تدور ويشعر المواطن العربي بحالات من الكبت تتراوح بين الكبت والقهر الذاتي وتنتهي بقهر قد يظنه سيقع عليه من أجهزة الحكم العربية من هنا يشعر العرب بسلسلة لا تنتهي من المشاعر قد لا تكون في معظمها أكثر من تشويش كبير للحقائق ومن يستطيع اليوم أن يفكر بوضوح مما يسمى مواطن عادي وحتى حملة الشهادات لا يمكن تسميتهم بالمثقفين بالتعبير الأصوب للكلمة وبتعريفها الأشمل ومن هنا يقف الشارع العربي بين التشويش والتشويه والحقائق والعدوان على الوطن العربي بمشاعر كبيرة من اليأس والإحباط اكتسبت الكثير من الصبغة الموهومة وليس باستطاعة المثقفين أنفسهم أن يتلافوا العدوى بهذه الحمى من اليأس والتي بدأت بسياسات استعمارية وخطط منظمة لتحطيم البنى الفكرية في المجتمع العربي وتحويل الفكر العربي لحالة واضحة من الهشاشة والتسطح الفكري التي إن تجاوزها المفكرون بأفكارهم أحياناً عجزوا عن تلافيها بمواقفهم وشعروا بحالة من العدمية تجاه توعية الشارع العربي حول الحقائق وغنوا بكل ثقة أغنية فيروز: لا تندهي ما في حدا لا تندهي
من جهة أخرى عندما يفكر زعيم عربي بتطبيق الديموقراطية نجد أنه يشعر بعد ما يقدم له من دراسات حول قطاعات المجتمع بأن الديموقراطية ستتيح المجال لتحركات متمردة تتصف بطابع الإرهاب بالحقيقة لأن أعداء الأنظمة العربية هم أنفسهم أعداء الشارع العربي وهم أنفسهم أعداء الوطن العربي وأعداء المقدسات العربية من دين وأخلاق وأعراف أصيلة وقيم اجتماعية وأعداء أشرس تجاه صفات الشخصية العربية الأصيلة ويحاولون محو هذه الصفات وتحويل الفرس العربي الأصيل لجرذ في الحلبة هوايته الجلوس في المستنقعات وبين الحفر وليشعر بأن هذه هي الأماكن الجديرة بمثله وليحس بتفاهة كل القيم العربية بدون تحديد هذا هو الحال أيها السادة بشكل شبه شائع وبدون تعميم لأن كل التعميمات هي أثواب واسعة لاتصف الحقائق ولا الوقائع بل تقود إلى العماء الفكري الذي يقوم على تجاهل التفاصيل الضرورية
وعند العودة لمفهوم الديموقراطية أقول الآن وفي هذه النقطة من البحث ومع فهمي لمخاوف الرؤساء العرب تجاه تطبيقاتها المتنوعة أن الديموقراطية ضرورة قصوى لابد من تطبيقها ولكن هل يصف الطبيب لمريض شرب أي دواء دفعة واحدة لذلك علينا جميعاً كشعب عربي وكرؤساء أن نكون شجعاناً في الاتجاه نحو الديموقراطية بأبعاد كبرى وبخطوات جريئة ولكن على جرعات لأن التطور الفكري والتخلص من الحالات التي قد تشوش على الديموقراطية يحتاج لتوعية الشعب العربي بحقوقه وكيف يأخذها بأسلوب حضاري بعيد عن العنف وعدم الانحدار لطريقة الفكر الغربي الذي ملأ الشارع العربي بغسل الأدمغة والأفكار الخاطئة والمشوهة عن مصلحة المواطن العربي وبالتأكيد هنا يتطلب بالفعل الحكمة في التعامل مع الأمر كما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم : (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً عظيما)
بانتظار أن أجد الديموقراطية خبزاً يومياً سلساً في فكر العربي كل صباح والجهد يأتي من الجميع والأدوار موزعة على الكل وهي مسؤوليتنا جميعاً
الكاتبة :السيدة طلعت الأنصاري
talaatalanssari@gmail.comجميع الحقوق محفوظة لدنيا الرأي © 2003 - 2013