المسلسلات الرمضانية .. سياسة إفساد ممنهجة بقلم doha adwan

إنّ مقالي هذا سيتناول موضوع المسلسلات الرمضانية السورية والتي كانت في مجملها تتطرق إلى الرذيلة والفاحشة و ارتكاب الخطيئة. 
 
  بصراحة أنا لم أشاهد أيّاً من هذه المسلسلات في رمضان ولكن شاهدت بعض اللقطات مؤخّراً وسألت بعض أقاربي الذين تسنّى لهم مشاهدة بعض المسلسلات فمن البديهيّ أنّ أيّ مشاهد عربي لم يستطع أن يشاهدها كلّها بسبب كثرتها ووفرتها فوجدت أن معظمها يزخر بمشاهد تخدش الحياء ويندى لها الجبين ولا تستطيع أفراد أي عائلة أن تشاهد مثل هذه اللقطات إذا كانوا مجتمعين إلّا إذا انعدم الحياء فلا تستحي الفتاة إذا شاهدت مثل هذا أمام أبيها أو أخيها...

  لنبدأ مثلاً "بزمن العار" ذلك الاسم الذي مجرد أن اسمعه يقشعرّ بدني, نجد فتاة في الثلاثينات من عمرها والتي يفترض أن تكون على قدر كافٍ من الوعي و التربية , ترتكب الفاحشة مع زوج صديقتها المقرّبة وهناك آخر يقتل زوجته المريضة والتي تصارع الموت من أجل ليتزوج بأخرى ..

  أمّا في مسلسل "عن الخوف والعزلة" نجد الفتاة المثقفة الواعية والتي تخرجت من كلية الصيدلة,تسلّم نفسها لرجل لمجرد أنّه أسمعها بعض الكلام المعسول..

  وتلك المدرّسة التي تربّي الأجيال والتي هي في الخامسة والثلاثين من عمرها تسلّم نفسها هي الأخرى لزوج صديقتها التي تسرّ لها بأسرارها ,هذا غيض من فيض مما جرى في المسلسل ولكنّني أكتفي بهاتين الشخصيتين وأودّ أن أسأل الكاتب والمخرج معاً إن كانت هاتين المثقفتين الواعيتين قد وقعتا في هذا الشرك فماذا تركتا للمراهقات الصغيرات اللواتي ينخدعن بأبسط الكلام..

  في مسلسل"قاع المدينة" سأتحدث عن تلك الفتاة الجامعية التي يفترض أنها مثقفة وواعية نراها فجأة وبين ليلة وضحاها تتحول إلى فتاة منحرفة بحجة الفقر وحجة أنها دون مستوى رفاقها المادي والاجتماعي فنسيت أنها طالبة جامعية وأنها ستصبح يوماً ذات شأن ربّما أهم وأكبر من رفاقها الذين كانو يسخرون منها , ونجد شخصية أخرى في المسلسل هي شخصية رجل كهل قد نخر عظامه التخلف والجهل فسولت له نفسه الزواج بفتاة تصغره كثيراً بعد أن سرق مال ابنته الأرملة الذي ورثته عن زوجها لتربي ابنها اليتيم..

وبالانتقال إلى شخصية أخرى نجد رجلاً مهووساً باغتصاب الفتيات الصغيرات وتشويه و حرق أجسادهن ألا يستحي هذا الممثل من تجسيد شخصية كهذه و مالرسالة التي يرغب بتوصيلها إذا صحّ أن نسمّيها رسالة فعلاً..

ما المشاكل التي يعتقد هؤلاء الكتّاب أنّهم يعالجونها بعرض مثل هذه المسلسلات ؟!

  إنهم يقدّمون حلّاً للفتيات اللواتي يرتكبن الفاحشة فيبسّطون لهنّ الأمر وكأنّ شيئاً لم يكن , فأي فتاة تقع في الخطأ لا داعي أن تقلق فهي بكل بساطة تستطيع أن تذهب إلى طبيب أو طبيبة ممن لا يملكون شيئاً من الأخلاق وشرف المهنة لتصلح من شأنها وتعود بكراً كما كانت, كما حدث في مسلسل "شتاء ساخن"..

ما هذا المجتمع المليء بالفساد والرذيلة ,أهكذا هو مجتمعنا ؟ أم أنّنا لا نريد أن نرى إلّا الفحش وانعدام الأخلاق , ألا يشعر هؤلاء القائمون على مثل هذه المسلسلات بمسؤولية تجاه المراهقين الذين اتخذوا من الفنانين والفنانات قدوة لهم..

  لم أسمع عن مسلسل من مسلسلات رمضان الذي هو شهر العبادة يجسد قيمة أخلاقية نبيلة أو يجسد حياة أحد الصحابة الكرام أو التابعين الأجلّاء أو حياة عالم من العلماء أو حياة قائد من القادة الذين صنعوا التاريخ , فتاريخنا العربي يمتلئ بمثل هذه الشخصيات التي تزخر حياتها بالجدّ والعمل والقيم الأخلاقية النبيلة..
إن هذا الجيل يا إخوتي يفتقر للقدوة الحسنة والتي ترتقي به إلى المستوى الفكري والأخلاقي اللائق الذي ينبغي أن يتحلّى به ليستعيد أرضه ومجده السليبين ..

  لقد ارتكب الكتّاب والمخرجون والممثلات اللواتي قبلن بتمثيل مثل هذه الأدوار خطأً فادحاً عندما زيّنوا الرذيلة في عيون المشاهدين وجعلوا منها أمراً عادياً و مستساغاً في مجتمعنا العربي الملتزم نوعاً ما , بل وجعلوها هي القاعدة أمّا الالتزام بالقيم والمبادئ والدين فهو الاستثناء والشذوذ ...
وأخيراً يا أصدقائي أتمنى أن تزيّنوا موضوعي بردودكم الغالية واسمع تعليقكم ودمتم بخير
 
 
والختام بقوله تعالى :" إنَّ الذينَ يُحبُّونَ أَن تَشيعَ الفاحِشةَ في الذينَ آمنُوا لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنيا وَ الآخرة واللهُ يَعلمُ وأَنتُم لا تَعلَمُون " سورة النور الآية 19
 
 
بقلم doha adwan
للمتابعة يمكنكم زيارة الموضوع على هذا الرابط
http://www.jamaa.cc/art249838.html
 
ملتقى طلاب جامعة دمشق
www.jamaa.cc
www.jamaa.net