أبلغ وفد من المعارضة اللبنانية الرئيس ميشال سليمان صباح اليوم رفضها الرسمي التشكيلة الحكومية التي قدمها له يوم أمس رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بعد مرور سبعين يوما من تكليفه.
وضم الوفد الذي التقى سليمان الحاج حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ووزير الاتصالات جبران باسيل عن التيار الوطني الحر، وعلي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن حركة أمل.
ووصف باسيل عقب لقاء سليمان ما أقدم عليه الحريري بالأمر غير اللائق، لكنه قال إن الوفد أبدى أمام الرئيس كل الاستعداد والاستمرار بالحوار بما يؤمن الوحدة الوطنية.
من جانبه اعتبر النائب علي حسن خليل أن لرئيس الجمهورية دورا أساسيا وايجابيا في موضوع الحكومة.
وقد عقدت المعارضة أمس سلسلة اجتماعات بعد تقديم الحريري الأسماء المقترحة إلى الرئيس سليمان، وقررت رفض هذه التشكيلة وإبلاغ سليمان بذلك الرفض.
وكان الحريري –الذي لم يتوصل إلى اتفاق مع مكونات المعارضة بخصوص من يمثلونها في الحكومة- أعلن في وقت سابق من يوم أمس أنه قدم التشكيلة الحكومية لسليمان وينتظر رده عليها.
وتتشكل الحكومة التي قدمها الحريري من ثلاثين وزيرا، بينهم 15 لتحالف 14 آذار المشكل للأكثرية البرلمانية، وعشرة لتكتل 8 آذار المعارض، وخمسة محسوبون على رئيس الجمهورية.
وقالت مصادر سياسية إن سليمان سيجري اتصالات مع الكتل السياسية قبل أن يحدد موقفه، بينما تحدثت أنباء عن أن الحريري يعتزم الاعتذار عن تشكيل الحكومة إذا ما رفضها الرئيس، وأنه سيعاد تكليفه بتشكيلها لكونه يتزعم الأكثرية النيابية.
حسن نصر الله قال إن المعارضة متضامنة في رفض التشكيلة الحكومية (الجزيرة-أرشيف)
تضامن في الرفض
ورفض قادة المعارضة التشكيلة الحكومية التي قدمها الحريري، معتبرين أنها تصادر حقهم في اقتراح الوزراء الذين يمثلون تنظيماتهم، حيث قال زعيم تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون إن التشكيلة "ضرب لمبادئ الوحدة الوطنية".
كما أصدرت كتلة عون في البرلمان بيانا مع تيار المردة بزعامة سليمان فرنجية وحزب الطاشناق الأرمني قالت فيه "إن فرض الحقائب والأسماء علينا ضرب للديمقراطية والأصول الدستورية ومبادئ الوحدة". وأضافت "نرفض الأمر شكلا ومضمونا ونؤكد ثقتنا بالرئيس سليمان وحرصه على عدم تعميق الانقسام".
ودعا البيان الشخصيات الواردة أسماؤها في التشكيلة المقترحة والمحسوبة على المعارضة إلى المبادرة -كلا بشخصه- برفض المشاركة في الحكومة.
من جهته قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن طريقة الإعلان عن تشكيل الحكومة لا تخرج لبنان من أزمته بل تزيدها تعقيدا، مشيرا إلى أن أي كتلة في المعارضة لن تقبل أن يقوم الحريري بتسمية وزرائها وتحديد الحقائب التي سيتقلدونها.
وأضاف نصر الله في كلمة تلفزيونية تعليقا على التشكيلة الحكومية أن "المعارضة ستتصرف مع هذا التدبير الجديد الغير المناسب بتضامن كامل"، معتبرا أن الطرف الآخر لم يقدم أي تنازل منذ بدء التفاوض على الحقائب الوزارية.
ميشال عون اعتبر التشكيلة الحكومية "ضربا لمبادئ الوحدة الوطنية" (الجزيرة-أرشيف)
أسماء مقترحة
وفي بعض ما تسرب عن التشكيلة الحكومية، رفض الحريري مطلب عون بأن يحتفظ صهره جبران باسيل بمنصب وزير الاتصالات، وأحل مكانه غازي العريضي، النائب عن كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
واعتبر عون أن هذا الإجراء من جانب الحريري أظهر أنه لا يريد تشكيل حكومة. ووفقا لتقرير نشر على موقعه صرح عون لإذاعة صوت المدى بأنه على العكس من ذلك فإن الحريري يريد أن يلعب في تشكيل الحكومة وفق مزاجه.
وقالت مصادر سياسية إن من بين المقترحين في التشكيلة الحكومية أربع نساء، بينهن راية حسن لوزارة المالية وندى مفرج لوزارة الطاقة، وهما مقربتان من الحريري.
وكان مصدر سياسي قد صرح في وقت سابق أن ندى مفرج مرشحة لتولي وزارة الاقتصاد وأن إلياس المر سيحتفظ بمنصبه وزيرا للدفاع، بينما ستذهب وزارة الخارجية إلى ياسين جابر المقرب من رئيس البرلمان وزعيم المعارضة البارز نبيه بري.
المصدر: الجزيرة + وكالات