بدأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري اليوم الخميس مشاوراته البرلمانية غير الملزمة لتشكيل الحكومة وذلك في مسعى لتجاوز الخلافات السابقة التي حالت دون نجاحه في تشكيل الحكومة عند تكليفه للمرة الأولى.
وقالت مصادر لبنانية إن الاستشارات تتميز هذه المرة بأنها مطولة وستستمر حتى الثلاثاء المقبل خلافا لما درجت عليه العادة إذ كانت تقتضي يوما واحدا أو يومين على الأكثر.
وأضافت أن الحريري خصص، وفق جدول الاستشارات الذي وزعه البرلمان، ساعة للقاء كل كتلة ونصف ساعة لكل نائب منفرد فيما كانت هذه الاستشارات تتطلب عادة 20 دقيقة للكتلة و10 دقائق للنائب المنفرد.
وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري للصحافيين اثر لقائه الحريري إنه "بغض النظر عن تفاصيل شكل الحكومة، والمطالب والشروط، فإن ما طلبته من الرئيس المكلف هو أن يأخذ في الاعتبار أن البلد لا يجوز أن يبقى من دون حكومة".
وتطالب مختلف الكتل البرلمانية بالإسراع في تشكيل الحكومة بعدما أمضت حكومة تصريف الأعمال أكثر من ثلاثة أشهر في مهامها.
وتشير التصريحات العلنية لمسؤوليين من الأغلبية النيابية التي يتزعمها الحريري أنها ما زالت متمسكة بحكومة تعكس نتائج الانتخابات التي فازت بها بأغلبية 71 مقعدا من أصل 128 مقعدا في البرلمان بينما تتمسك الأقلية بشروط أبرزها التمسك بالصيغة التي تم التوصل إليها في الفترة السابقة والتي تعطي 15 مقعدا وزاريا للأغلبية و10 للأقلية وخمسة لرئيس الجمهورية في حكومة مؤلفة من 30 حقيبة.
وتأتي هذه الاستشارات غداة خطوة مفاجئة تجسدت بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض ومشاركته في افتتاح جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ورحبت الأوساط السياسية اللبنانية بهذه الزيارة لاسيما وأن اعتذار الحريري في المرة الأولى جاء وسط اتهامات متبادلة بالعرقلة بسبب الخلافات الإقليمية وأبرزها العلاقات السورية - السعودية باعتبار أن دمشق تدعم الأقلية والرياض تدعم الأغلبية.وكالات