جنيف، سويسرا (CNN)-- أجل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة اتخاذ أي إجراء بشأن مشروع قرار حول تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن الحرب الأخيرة في غزة إلى الدورة القادمة للمجلس في شهر آذار/مارس القادم.
وكان تقرير اللجنة التي يرأسها القاضي، ريتشارد غولدستون، اتهم كلا من إسرائيل وجماعات مسلحة فلسطينية بارتكاب جرائم حرب في غزة خلال العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي.
وكان من المقرر أن يصوت المجلس الجمعة على مشروع قرار يدين تقاعس إسرائيل عن التعاون مع البعثة ويطالب بخطوات إضافية لضمان تنفيذ توصيات التقرير الصادر عنها، ويرفع التقرير الى مجلس الأمن الدولي، وفق الأمم المتحدة.
لكن باكستان نيابة عن الدول الراعية للقرار طلبت من المجلس رسميا تأجيل التصويت على المشروع.
وقال السفير الباكستاني لدى الأمم المتحدة في جنيف زامير أكرم: "أخذنا بعين الاعتبار الأهمية الكبيرة لمشروع القرار بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره ومن أجل إعطاء مزيد من الوقت لبحث أشمل نطاقا وأكثر شمولية لتقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق فإن راعي مشروع القرار وهم منظمة المؤتمر الإسلامي والمجموعة الأفريقية والجامعة العربية ومجموعة عدم الانحياز يطلبون تأجيل البحث في المشروع المعنون "وضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية" حتى الدورة الثالثة عشرة لمجلس حقوق الإنسان".
وكان غولدستون قد طالب خلال تقديمه للتقرير بداية هذا الأسبوع بإنهاء سياسة الإفلات من العقاب للمسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.
وحث غولدستون مجلس حقوق الإنسان على اتخاذ بعض التدابير بما فيها تحويل تقرير اللجنة إلى مجلس حقوق الإنسان حيث لم تقم الحكومة الإسرائيلية والسلطات الفلسطينية بإجراء أي تحقيق في الانتهاكات المزعومة.
تقرير: مشعل ننتقد السلطة لوقفها تبني تقرير غولدستون
وإلى ذلك، أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل، عن صدمته من موقف السلطة الوطنية الفلسطينية لإيقافها تبني تقرير "غولدستون".
وأعرب مشعل عن صدمته من تنكر سلطة رام الله الجمعة لتقرير غولدستون ودعوتها إلى تأجيل بحثه؛ حيث قال: "صدمنا اليوم.. هذا عار.. إن دماء الأطفال والنساء في غزة سوف تلعن من يضحِّي بدم الإنسان الفلسطيني"، واصفًا هذا الموقف بـ "السخيف والمخزي". وفق المركز الفلسطيني للإعلام.
وشدد مشعل في كلمة ألقاها الجمعة، على أهمية المصالحة، ونوه: " رغم هذا الألم لا خيار لنا في ترتيب بيتنا الفلسطيني إلا المصالحة، ونحن قدَّمنا الكثير لنضع قطار المصالحة على السكة، والجميع يعلم أن "حماس" والفصائل التي معها هم الذين أعطوا المصالحة دماء الحياة".
لكنه في الوقت ذاته أكد موقف الحركة الرافض للتخلي عن أيٍّ من المطالب المحددة لصالح الشعب الفلسطيني الذي اختار الحركة في آخر انتخابات تشريعية، كما شدد على ثوابت الحركة للتصالح والتحاور.
وبدوره، أكد أحمد بحر، نائب رئيس "المجلس التشريعي الفلسطيني" أن "سحب" مناقشة تقرير غولدستون من المجلس العالمي لحقوق الإنسان بهدف عدم إحالته إلى مجلس الأمن بطلب من سلطة رام الله؛ تسترٌ على "جرائم الاحتلال الصهيوني بمباركة دولية رسمية، وإعطاء ضوء أخضر لحرب جديدة على القطاع."
وقال بحر، إن: "سحب التقرير بطلب من سلطة رام الله يؤكد تواطؤ تلك السلطة في الحرب على قطاع غزة وضلوعها فيها لإنهاء المقاومة وتعزيز تيار المفاوضات بقيادة عباس وفياض للتنازل عن حقوقنا الفلسطينية"، حسب ذات المصدر.
وإلى ذلك نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن قرار السلطة الفلسطينية تأجيل القرار جاء بتأثير ضغوط أمريكية رهنت فيها إدارة الرئيس باراك أوباما، استئناف مباحثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية قبيل إتخاذ أي مبادرات دبلوماسية حيال تقرير غولدستون.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أشار مؤخراً إلى أن الأمم المتحدة ستوجه "ضربة قاضية" إلى آفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني إذا أيدت التقرير، وفق الصحيفة.