حديث الناس هذه الأيام التعليم الخاص والعام وماذا يقدمان وأيهما الأفضل؟ والسؤال الأكبر على أي أساس تم تحرير الأقساط المدرسية للمدارس الخاصة ومن المستفيد؟ ومن يراقبها؟ أم أنها خارج الزمان والمكان!!
أسئلة كثيرة يطرحها الناس وهذا حقهم الطبيعي، وكأن المطلوب ترسيخ القناعة لديهم بأن هذه المدارس أصبحت حكراً على فئات معينة تمتلك المال، والمفارقة المضحكة أن من شروطهم أيضاً أن يكون الطالب متفوقاً وقبل أن يتم قبوله يجري اختباره بكل المواد، وإذا لم يتمكن من اجتياز الامتحان بامتياز يتم قبوله على مضض وكأنهم قدموا تنازلاً كبيراً بذلك!!
إذاً في كل عام تتضاعف الأقساط وليس من رقيب أو حسيب، والحجة في ذلك المنهاج المدرسي المتميز، علماً أنّه المنهاج الرسمي نفسه المعتمد في المدارس الحكومية وما يضاف إليه فقط ما يتعلق باللغة الانكليزية والفرنسية، وحتى بالنسبة لما يتعلق بكفاءة المعلمين، فتمتلك مدارسنا الحكومية خبرات تعليمية هامة جداً، يعني باختصار ما يقدم لا يستحق الأموال المدفوعة لهم، ولا تستحق الزيادات المفروضة في كل عام، علماً أن الأمر لا يقف هنا بل يتعداه إلى رسوم المواصلات والتي وصلت إلى أرقام غير مقبولة على الإطلاق!!
وما يدعو للضحك والاستغراب أن أصحاب هذه المدارس يقولون إن مشاريعهم خاسرة عفواً مدارسهم!! وأن ما يفرض من رسوم وأقساط لا يغطي النفقات المطلوبة، ولا ندري عن أية نفقات يتحدثون!.
لذلك كله أصبحت هذه المدارس تتنافس فيما بينها ليس بقصد تقديم الخدمة التعليمية الأفضل بل من يرفع أقساطه أولاً ومن يتصدر القائمة.
كل هذا والجهات المعنية غائبة أو مغيبة لم يعد هناك فرق...
فيا أيها السادة... ان كانت مدارسكم خاسرة فلماذا تستمرون؟ ولماذا لا تغلقون أبوابها فتريحون وتستريحون؟
أم أنها الشكوى وادعاء الخسارة لتمهد لكم الطريق أكثر لابتزاز الناس الذين يجدون في مدارسكم ملاذاً لهم ربما لاعتبارات اجتماعية وربما بقصد تعليم أفضل يأملونه، وهنا نشير إلى أن هناك قلة قليلة جداً من هذه المدارس تسعى لتقديم تعليم أفضل، ولكن الأغلبية همهم الوحيد ما يجنونه من أرباح...
لذلك كله نحن بحاجة إلى استمرار تطوير تعليمنا الحكومي والنهوض بالعملية التربوية والتعليمية، بحاجة إلى زرع الثقة بمدارسنا العامة، والارتقاء بها لأنها الملاذ الآمن، فما نحتاجه المزيد من الاهتمام والمسؤولية حتى لا يتحول التعليم إلى تجارة
S.Yakoob@mail.sy ">واستغلال.
S.Yakoob@mail.sy
تشرين