أنقرة، تركيا (CNN) -- تعد أزمة المرور والازدحام في شوارع اسطنبول أمراً عادياً وشائعاً في هذه المدينة الممتدة بين قارتين وتربط بينهما، بل ومن الشائع أيضاً مشاهدة سائق يقفز من سيارته أو يطل من شباكها ويصرخ على سائق آخر أمامه أو خلفه.
وتشهد مدينة اسطنبول، طوال عقود، نمواً متسارعاً ومتزايداً، وأصبح عدد سكانها، بحسب بعض التقديرات، حوالي 15 مليون نسمة، وهو أمر يزيد أعباء كبيرة على قطاع المواصلات والمرور، الذي لا يتطور بالوتيرة نفسها التي تتطور بها المدينة التاريخية.
وتقول المهندسة زينب بوكيت، التي تعمل في إدارة المرور بوزارة المواصلات في المدينة: "اسطنبول مدينة متغيرة، فعدد سكانها يتزايدون كل عام.. نحن بحاجة إلى أنظمة مرور ومواصلات جديدة حلول جذرية.. ولا شك أن الحلول الجذرية هي أنظمة النقل الجماعي."
وكان القائمون على التخطيط في المدينة قد اقترحوا "أنظمة النقل الجماعي" هذه قبل خمس سنوات، وتشمل إنشاء مترو أنفاق جديد تحت مضيق البوسفور، الذي يفصل المدينة إلى قسمين.
وبحلول عام 2025 يتوقع المهندسون أن يستخدم أكثر من مليون شخص نظام النقل الجماعي بشكل يومي، للانتقال من وإلى جانبي المدينة في آسيا وأوروبا.
يقول نصرت إلباي، أحد المهندسين العديدين العاملين في مشروع "نفق مرمرة" الذي تصل تكلفته إلى 3 مليارات دولار: "سوف نربط آسيا بأوروبا."
ويواجه المهندسون اليوم تحديات كبيرة في المشروع الذي يجري بناؤه على عمق 55 متراً تحت سطح الأرض، وفي منطقة نشطة زلزالياً.
وخلال جهودهم لتحديث نظام المواصلات، واجه المهندسون تحدياً كبيراً يتمثل في تاريخ المدينة، التي شيدها الإمبراطور ثيوديسيوس الأول عام في القرن الميلادي الرابع وعرفت باسم القسطنطينية، فقد عثروا على ميناء "ثيوديسيوس" البيزنطي المفقود.
خبراء الآثار قالوا إنهم لم يعرفوا بشأن ميناء المدينة القديمة، التي أعيد اكتشافها عام 2004، إلا من الكتب والدراسات.
يقول جميل بولاك، عالم الآثار التركي، إن العمل في الموقع هو الأضخم من نوعه بحسب مقاييس علم الآثار الحديثة.
وشبه بولاك العمل في المدينة المفقودة بفيلم إنديانا جونز.
وكشفت عمليات التنقيب عن مقبرة سفن، حيث عثر على 34 سفينة بيزنطية يعود تاريخها إلى الفترة بين القرنين السابع والحادي عشر الميلاديين.
وعثر على سفينة تجارية طولها نحو 40 متراً، ويطلقون عليها لقب "تيتانيك" ويتناثر حولها قطع من الفخاريات وعظام الحيوانات، ويعتقد أنها كانت تنقل حمولة من القمح من مصر إلى القسطنطينية.
وتشكل هذه السفن التي عثر عليها في الميناء المفقود، بدايات التحول في بناء السفن، حيث تحول من فن إلى علم، بحسب بولاك.
إلى جانب ذلك عثر على مستوطنة بشرية تعود إلى ما قبل 8500 سنة وفقاً لأوجيل يلماظ، وذلك عندما كان المضيق مجرد مجرى مائي.
كل هذه الاكتشافات أجلت المشروع لأربع سنوات على الأقل، إضافة إلى ملايين الدولارات الإضافية، التي لم تكن في الحسبان عند التخطيط للمشروع.
وكالات