مجزرة في حمص ومئات الضحايا في عدرا العمالية

وقعت في ريف حمص، أمس، مجزرة أدّت إلى مقتل عشرين مدنياً، في الوقت الذي جرى فيه الكشف عن مقتل 800 «موال» في عدرا العمالية. وقضى20 مواطناً، غالبيتهم من التلاميذ والمدرّسين، كما أصيب العشرات جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت صباح أمس تجمع المدارس في بلدة أم العمد في ريف حمص الشرقي. وأفاد مصدر عسكري لوكالة «سانا» أنّ التفجير نفذه «إرهابي انتحاري يقود شاحنة مفخخة بالمتفجرات أمام تجمع المدارس وسط البلدة، أثناء وجود الطلاب في قاعاتهم الدراسية».
في سياق آخر، لا يزال أهالي عدرا العمالية (شمال شرق دمشق) محاصرين في منازلهم منذ اقتحام البلدة من قبل مسلحي «جبهة النصرة» و«الجبهة الاسلامية»، في الوقت الذي لم يحرز فيه الجيش أي تقدّم على الأرض، بسبب حصار الأهالي. وأمس، أعلن «الجيش الحر» سيطرته على منطقة تحتوي معامل واسعة في عدرا، ضمن المرحلة الثانية من معركة «الله أعلى وأجلّ». وتضم المعامل مستودعات الطحين والمناطق الصناعية. وفي حديث مع موقع تابع للمعارضة، قال الناطق العسكري لـ«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، أبو عبدالله الحسين، إنّ المرحلة الأولى «لتحرير عدرا العمالية انتهت بالسيطرة على 40 كلم2 من الأراضي التي تشمل ثماني بلدات، فيما تم قتل أكثر من 800 من مساندي النظام». في موازاة ذلك، تحدثت مواقع تابعة للمعارضة عن تنفيذ عملية انتحارية في عدرا أمس، قرب معمل سكر، نفّذها انتحاريان، وأدّت الى «سقوط عشرات القتلى» من عناصر الجيش.
على صعيد آخر، كثّف الجيش السوري عملياته العسكرية في مدينة حلب وريفها مستهدفاً تجمعات المسلحين وموقعاً عشرات القتلى في صفوفهم، وفق مصدر عسكري. في المقابل، ذكر مصدر معارض أنّ مروحيات الجيش قصفت طريق هنانو ــــ الصاخور بأكثر من 15 برميلاً متفجراً، ما نجم عنه احتراق 20 سيارة، ومقتل أكثر من ثلاثين شخصاً، فيما أشار ناشطون معارضون الى وقوع أكثر من 30 قتيلاً بسبب القصف على حيّ مساكن هنانو (شرق مدينة حلب) أمس.
في موازاة ذلك، أعلن «مجلس محافظة حلب الحرة» إغلاق المدارس لمدة أسبوع بعد قصف تعرضت له مواقع للمعارضة في مدينة مارع.
وفي المدينة، اشتبكت وحدة من الجيش مع مجموعة مسلحة هاجمت فندق الكارلتون بالقرب من قلعة حلب في المدينة القديمة، وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب.

«السوريون معاً في مواجهة الإرهاب»

سياسياً، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّه يجب على الحكومة السورية والمجموعات المعارضة التوحد في مواجهة المتطرفين. وقال، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية أول من أمس، إنّ «تحقيق السلام في سوريا لن يكون سهلاً، لأنه بخلاف الأطراف السورية التي ستجلس على طاولة الحوار، هناك إرهابيون ومتطرفون يحاربون، ولا يريد أحد الحوار معهم».
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّ النتيجة العملية الرئيسية التي تمخضت عن اللقاء الثلاثي التشاوري (روسيا ـــــ الولايات المتحدة ـــــ الأمم المتحدة) هي تأكيد تاريخ عقد مؤتمر «جنيف 2». وقالت الخارجية، في بيانها أول من أمس: «هذا يدل على أن أكثرية دول العالم أدركت عدم وجود بديل للحل السياسي ــــ الدبلوماسي للأزمة السورية، الشأن الذي أكدت عليه منذ البداية روسيا الاتحادية».
إلى ذلك، أعلنت «هيئة التنسيق» المعارضة الإفراج عن رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة منذر خدام بعد توقيفه لمدة ساعات، أول من أمس، على أحد الحواجز العسكرية في طرطوس. وفي حديث إلى قناة «روسيا اليوم»، قال خدام: «إنّ ضغوطاً هائلة تمارس على الهيئة من أجل عدم حضور مؤتمر جنيف. ورأى أن النظام على ما يبدو لا يريد رؤية الهيئة ضمن المؤتمر».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)