عمّان- ا ف ب
تثير زيارة وفد صحافي اردني للقدس المحتلة جدلا في الاردن، حيث تؤكد الحكومة انها تندرج في اطار التعريف بدور المملكة في حماية المقدسات، بينما يرى معارضو التطبيع مع اسرائيل انها "تطبيعية" داعين إلى مقاطعة اعضاء الوفد.
واكد وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة نبيل الشريف ان هدف الزيارة، التي تبدأ اليوم الثلاثاء 8-9-2009، هو "الاطلاع والتعريف بجهود الاردن في القدس وما يبذله في هذا المجال".
واضاف خلال وداعه الوفد ان "الجهود الاردنية في مدينة القدس تبعث على الاعتزاز ولكنها كانت حتى الان بعيدة عن أعين وسائل الاعلام". وعبر عن امله في ان تؤدي الزيارة الى "التعريف بما تقوم به السلطات الاردنية المعنية من عمل يومي دؤوب لصيانة الاماكن المقدسة والمحافظة على هويتها العربية والاسلامية".
واوضح ان "الزيارة تتضمن لقاء مع السفير الاردني في تل ابيب وجولات ميدانية ومقابلات مع مسؤولي الاوقاف الاسلامية والكنائس المسيحية ولقاءات مع الموظفين والعاملين في مجال الصيانة والترميم".
لكن بادي الرفايعة، رئيس لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية الاردنية، رأى ان هذه الزيارة تطبيعية. وقال لوكالة فرانس برس "نعتبر قيام اي شخص بالتعامل مع سفارة العدو الصهيوني في عمان للحصول على الفيزا عملية تطبيع". واضاف "نعتقد انه لم يكن هناك داع لزيارة القدس الا للمضطرين لاهل القدس واهل فلسطين"، معتبرا ان "التعامل مع السفارة الاسرائيلية يعني ان هناك دولة وكيانا معترف به وهذا ما نعتبره نحن تطبيعا".
واوضح الرفايعة ان الصحافيين "لن يستطيعوا التعرف على مخاطر وتهديدات العدو من خلال ما يقوم به من حفريات في القدس".
ويشير الرفايعة بذلك الى الحفريات التي بدأتها اسرائيل في 2007 قرب باحة المسجد الاقصى وقالت انها عملية ترميم بينما اعتبرت السلطات الاسلامية الفلسطينية ان هذه الاشغال تهدد اساسات المسجد الاقصى. وقال "انهم سيذهبون فقط للاطلاع على انواع السجاد والدهان وبعض الزخرفة التي تضعها الحكومة الاردنية في الاقصى وكأن هذا مايريده الاقصى".
وبعد ان رأى ان هذه الزيارة "سابقة"، قال الرفايعة "سنعتبر الصحافيين المسافرين مطبعين وسندعو الى مقاطعتهم"، موضحا انه اتصل بنقيب الصحافيين ورؤساء التحرير في بعض الصحف "وطلبنا منهم عدم المشاركة في هذه الزيارة". واشار الى ان "اجتماعا طارئا سيعقد يوم غد (الاربعاء) لمجلس النقابات المهنية (ال 14) لاتخاذ موقف من هذه الزيارة".
أين التطبيع؟
لكن نقيب الصحافيين الاردنيين عبد الوهاب الزغيلات عبّر عن دهشته من مثل هذه التصريحات. وقال "هذا الوفد لم تتم دعوته من اسرائيل ولم يتوجه لعقد اي اتفاقيات مع الاسرائيليين ولن يزور اي مؤسسة اسرائيلية وهو ذاهب للقدس فقط للكتابة عن القدس"، متسائلا "ما هو التطبيع في ذلك".
واكد ان "العلاقة الاردنية الفلسطينية في بعض الايام تحتم على الصحافي زيارة اهله في فلسطين والكتابة عنهم". ودعا "الاخوان في لجنة التطبيع التوقف عن اطلاق التصريحات تجاه الصحافيين وتهديدهم بوضعهم في قوائم سوداء".
واضاف "لااحد يستطيع وضع اي صحافي في قوائم سوداء ولسنا محاكم تفتيش لمعاقبة الناس بهذه الطريقة التي فيها شيء من التخلف". وتابع "لم نسمح لاي احد بوضع اسم اي صحافي في قائمة سوداء، اولا لان هذا ليس من حقه وثانيا لااحد يزاود علينا في هذا الموضوع ويعطينا شهادات في الوطنية والبراءة او الصكوك الغفرانية".
وتساءل الزغيلات "بأي حق تسمي هذا مطبع او غير مطبع؟ ومن انت في النهاية؟ انت لم تأتي بالانتخاب او التشريع ما صفتك بأن تضع هذا الصحافي في القائمة السوداء؟".
واشار الى ان "مجلس النقابة سيعقد اجتماعا طارئا غدا لبحث هذا الموضوع".
وتضم القدس المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وتقع ضمن اراضي الضفة الغربية التي كانت تابعة للاردن حتى احتلالها من قبل اسرائيل في 1967.
وتعترف اسرائيل الموقعة على معاهدة سلام مع الاردن عام 1994 باشراف المملكة على المقدسات الاسلامية في المدينة.