الاحتلال الإسرائيلي يسرع نشاط الاستيطان لتكريس الوقائع على الأرض (الفرنسية-أرشيف)
يجمع قادة الفعاليات الفلسطينية داخل أراضي الـ48 على رفض خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسلام في الشرق الأوسط ويرون أنها تعني العودة بالصراع في المنطقة للمربع الأول وتستبعد التسوية في ظل غياب موقف عربي موحد وضاغط.
ويؤكد رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) النائب إبراهيم العبد الله أن إسرائيل غير جادة، وراغبة بإدارة الصراع لا تسويته وقد بات ذلك شبه إجماع لدى الإسرائيليين.
ويستبعد عبد الله نجاح أوباما في إحراز تسوية يقبلها الشعب الفلسطيني نظرا للمصالح الثنائية الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة وعجز العرب والمسلمين واستنكافهم عن ممارسة الضغوط الناجعة على الأخيرة.
وقال العبد الله إن إسرائيل متمسكة بالقدس الشرقية والكتل الاستيطانية ومنطقة الأغوار، وتساءل فماذا سيبقى للدولة الفلسطينية؟
سعيد نفاع: كل من يؤمن بالحلول السحرية الأميركية سيخيب ظنه (الجزيرة نت)
مناورة ماكرة
ويرى رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة أن مثل هذه الخطة هي مبادرة للتطبيع لا لتسوية القضية الفلسطينية، موضحا أن إرجاء قضايا الحل الدائم يمكّن إسرائيل من مواصلة سياسة فرض الحقائق على الأرض.
ويشير بركة إلى أن خطة أوباما تعيد الجانبين 16 عاما للوراء لبداية اتفاق أوسلو ويقول إنها أقرب لخطة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي ينفي احتمال تسوية الصراع ويؤكد حاجته لـ16 سنة أخرى على الأقل.
ومن جهته يستبعد النائب سعيد نفاع من التجمع الوطني الديمقراطي احتمالات نجاح خطة أوباما ويقول إن آفاقها بعيدة جدا ويؤكد أن كل من يؤمن بالحلول السحرية الأميركية سيخيب ظنه نظرا للفجوة الكبيرة بين مواقف الأطراف حيال التسوية ولتقارب موقفي إسرائيل وأميركا.
ويؤكد نفاع أنه في ظل الاستيطان لا يمكن خلق كيان سياسي فلسطيني حقيقي، وأن الدولة الفلسطينية لا تزال في الذهنية الإستراتيجية لإسرائيل خطرا أمنيا عليها ولذا فهي تتجه نحو نظام فصل عنصري.
ويشير نفاع إلى أن مواقف الإدارة الأميركية الجديدة مختلفة عن سابقاتها لكنها لا تلبي أي ثابت من الثوابت الوطنية الفلسطينية ويقول إن بوصلة واشنطن، التي تحتفظ بكل الأوراق، تتعقب مصالحها فقط خاصة في ظل غياب ضغوط عربية فاعلة.
الطيبي: ما جاء بخطة أوباما كفيل برفضها من قبل أي قائد أو فصيل فلسطيني (الجزيرة نت)
تشكيك وتشرذم
ويشكك النائب أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير بأن تكون هذه هي الأفكار تماما التي سيطرحها الرئيس أوباما ويتابع "على كل حال فإن ما جاء فيها وما لم يجئ فيها كفيل برفضها من قبل أي قائد أو فصيل فلسطيني وأنا والحركة العربية للتغيير نرفض هكذا فكرة مشوهة".
ويؤكد محمد توفيق المشرف العام على المؤسسات الإعلامية في الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح أن إسرائيل وأميركا سيان ومتفقتان على تقديم الفتات للفلسطينيين.
ويرى توفيق أن بناء المستوطنات في الضفة الغربية مستمر في ظل كل حكومات اليمين واليسار في إسرائيل وأن مقايضة الرئيس أوباما وقف الاستيطان بالتطبيع مع إسرائيل يشكل طعنة بظهر القضية الفلسطينية قضية الأمتين العربية والإسلامية.
ويرى المحلل السياسي خالد خليل أن خطة أوباما تثبت مجددا عدم وجود تغيير جدي في الموقف الأميركي تجاه حل القضية الفلسطينية لأنها تتحدث عن عودة عدد محدود من اللاجئين لأجزاء من الضفة الغربية وعن دولة منزوعة السلاح ومنقوصة السيادة وعن بقاء القسم الأكبر من المستوطنات.
ويرى خليل أن خطر المبادرة يكمن في كونها منسقة تماما مع الحكومة الفلسطينية التي يقودها سلام فياض وبعض الأنظمة العربية ويضيف أن "هذه مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية وإدامة الشرذمة والصراع في الشارع الفلسطيني، لذا ينبغي رفضها وتعطيلها".
المصدر: الجزيرة