الجارديان: نصف سكان العالم مهددون بالعطش تسيطر الاخبار المحلية على تغطيات الصحف البريطانية، وفي مقدمتها المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم الذي قد يكون الاخير قبل الانتخابات العامة. اما الشأن الخارجي الاهم فهو نتائج الانتخابات الالمانية وفوز المستشارة انجيلا ميركل بفترة حكم ثانية.
والموضوع الشرق الاوسطي الذي تواصل الصحف البريطانية الاهتمام به هو ايران، واحدث تطوراته اختبار الحرس الثوري لصواريخ قصيرة المدى في مناورات تسبق محادثات جنيف.
تنفرد الجارديان بتغطية بارزة لموضوع اخر بعيد عن الاخبار السيارة الرئيسية، وهو تحذير هيئة الارصاد الجوية البريطانية من ارتفاع كبير في درجة حرارة الارض.
ويكشف مراسل الصحيفة لشؤون البيئة عن مضمون تقرير سيتم اعلانه الاثنين في جامعة اوكسفورد اعده علماء هيئة الارصاد للحكومة البريطانية.
ويخلص التقرير، الذي يقدم الى وزارة الطاقة والتغير المناخي، الى ان درجات حرارة الارض قد ترتفع بمعدل 4 درجات مئوية في وقت اقرب مما كان يعتقد من قبل.
واهمية نتائج التقرير انها تتجاوز التقديرات السابقة بان مخاطر التغير المناخي ستؤثر على الاجيال القادمة، اذ يقول العلماء ان اجيالا حالية ستشهد اضرار ارتفاع درجات الحرارة هذا اذا لم يتم التحرك بسرعة لمواجهته.
وبدون اجراءات عاجلة وحاسمة للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ستحدث تلك الزيادة الكارثية في درجات الحرارة بحلول عام 2060، وليس بنهاية القرن.
وحسب تقديرات العلماء فان زيادة حرارة الارض 4 درجات مئوية عن معدلات ماقبل الثورة الصناعية يمكن ان يهدد امدادات المياه لنصف سكان الكرة الارضية ويقضي على نحو نصف انواع الحيوانات والنباتات على الارض ويغرق الشواطيء الواطئة.
وحسب دراسة هيئة الارصاد البريطانية فان ارتفاع الحرارة 4 درجات مئوية سيعني تاثيرات اسوأ في مناطق مختلفة.
ويحذر العلماء من ان المناطق القطبية وغرب وجنوب القارة الافريقية قد تشهد ارتفاعا في درجات الحرار 10 درجات مئوية.
تغطي الصحف البريطانية المناورة الايرانية التي جرب فيها الحرس الثوري اطلاق صواريخ قصيرة المدى، وترى فيها تصعيدا يسبق مفاوضات ايران مع القوى الكبرى حول برنامجها النووي نهاية الاسبوع.
لكن الديلي تلجراف، المحافظة التوجه، تتوسع في التغطية مع ربط متكرر بين ايران واسرائيل.
فموضوعها الرئيسي ليس عن المناورة التي جرت، وانما عن تعهدات ايرانية بتجربة صواريخ طويلة المدى تقول الصحيفة انها قد تصل الى اسرائيل.
وحين تقرأ تقرير مراسل الصحيفة في دبي لا تجد أي اثر لما في العنوان عن صواريخ تصل الى اسرائيل ولا حتى اشارة موثقة او تصريح يتحدث عن صواريخ طويلة المدى.
والاستشهاد الوحيد هو تصريح لقائد الحرس الثوري، يقول مراسل التلجراف انه تعليق على تهديد اسرائيل بضربة جوية ضد ايران، قال فيه: سنرد على أي عمل عسكري بطريقة ساحقة، بغض النظر عن أي بلد او نظام يشن العدوان .
وضمن تقريرها المطول تشير الصحيفة الى ان امريكا وبريطانيا واسرائيل متفقة على ان ايران تبني برنامجا سريا لانتاج اسلحة نووية.
وفي تقرير اخر بعنوان اسرائيل تحث العالم على التصدي بحسم لايران تستعرض الديلي تلجراف الاتصالات الهاتفية المكثفة التي اجراها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع مسؤولين غربيين حول ايران.
وينقل التقرير تصريحات المسؤولين الاسرائيليين التي تهدد نظام الحكم في ايران بمصير الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين.
وليس ربط نووي ايران بنووي اسرائيل استثناء في الديلي التلجراف، بل هناك مقال في صفحة الرأي في الاندبندنت للكاتبة في الصحيفة ياسمين اليباي براون.
تتساءل الكاتبة على استحياء في عنوان مقالها اليست اسلحة اسرائيل النووية مهمة؟ .
وبعد مقدمة طويلة تبرر فيها تطرقها للموضوع، مؤكدة انه من باب حرية الرأي التي تتمتع بها في صحيفتها، تقول انها مع منع ايران من تطوير سلاح نووي.
وتشيد بالاعلان عن خطوات محتملة لخفض الاسلحة النووية في العالم، وحرصت على اسناد ما تذكره عن اسرائيل الى ناشطين يهود يعارضون سياسة حكومة تل ابيب.
وبنهاية المقال تقول ان المعاملة الخاصة التي تحظى بها اسرئيل تجعلها محصنة من أي رقابة دولية على اسلحتها النووية.
وترى ان اشعال ازمة حول نشاط ايران النووي كفيل باعطاء اسرائيل الذريعة للتهرب من الانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي ناهيك عن السماح بمراقبة برنامجها النووي.