أخلاق وحضارة أم سدوم وعمورة

المجتمعات في كل أطوار البشرية تمايزت بين فترات متألقة وأخرى خامدة وكل فئة من الناس على وجه الأرض كان لها هذا الخط البياني وهو واضح من استقراء عدة علوم مثل علم الآثار وعلوم التاريخ وعلوم الجيولوجيا وغيرها من العلوم التي هي في الواقع نوع من المؤشر على نظرتنا نحن ومقاييسنا الأخلاقية عندما نعتبر مجتمعاً ما متحضراً
في الوقت الحاضر تعتبر الحضارة ذات مقياس ذو صلة بالقوة العسكرية والسطوة الاقتصادية حتى لو خلت من الأخلاق وتجردت من كل مظاهر الإنسانية كما في حالة تصرف الأمريكان تجاه أفغانستان والعراق ابتداءً بالهنود الحمر وإبادتهم لهم لبناء دولة على جثث الآخرين
هذا المفهوم كررته أمريكا في سرقة العقول وكل مزايا الشعوب الأخرى كما تفعل مثلاً مع اليابان ومن المظاهر المشابهة لذلك ما تقوم به ما تسمى إسرائيل تجاه البشر في غزة وسابقاً في لبنان 
من الواضح هنا أن هذا كله لايسمى حضارة بالمعنى الصحيح للكلمة ولاهو ينتمي للأخلاق في شيء
فالأخلاق هي مجموعة مبادئ تحض على عدم القتل وعدم الزنا وعدم السرقة وإلى آخر ذلك موجودة في التوراة والإنجيل والقرآن
الحضارة أيها السادة هي المبادئ الأخلاقية عندما تطبق بمفهومها الأسمى وعندما تطابقت الأخلاق مع الشرائع السماوية لم تجعل الكافرين بالشرائع من صنف أدنى أو مستحقين للقتل إلا في حالة شنوا الحرب واعتدوا على أصحاب الديانات السماوية ولكن أتباع شريعة سيدنا موسى قد رفضوا الحقيقة وجعلوا أنفسهم بمقاييس خارج الصواب جعلتهم في النتيجة أكثر المجرمين إرهاباً مهما حاولوا التغطية فقد سالت بحار من الدماء يمكنها أن تغمر كل العالم 
من الصواب أن يعود العالم لفكرة الأخلاق ليعيشوا بسلام ومحبة وكيف سيحصل أي شخص على محبتك إذا كان قتل أمك واغتصب أختك وعذب أخاك 
نحن كبشر جميعاً أولاد آدم وحان الوقت لنتحضر فكرياً ونسمو عن الغرائز والجشع والطمع وحب العظمة لنكون معاً و جميعاً بشراً وإنسانيين ونحقق بالفعل صورة الحضارة التي هي تطبيق الأخلاق وعندها لايهم من هو القوي ولا من هو الأغنى ولكن الجميع يعيشون بحب وسلام على كوكبنا الصغير الجميل الأرض
أليس علينا نحن جميع شعوب الأرض أن نتعلم من الدروس ومن الحضارات التي بادت كسدوم وعمورة ونكف مثلاً عن تأييد زواج المثليين لأنه يخالف كل الحقائق والأخلاق والشرائع وسينشئ أمراضاً رهيبة أخطر من الايدز وأهم مرض نشأ فعلاً هو اللامبالاة والذي جعل الكثير من الضحايا والكثير من الدماء تسيل 

ثم لنسأل أنفسنا هل نحن نتمتع بمعنى الحرية المطلقة أم أن فكرة الحرية المطلقة هي قيد المجانين

وهذا يعني أننا نبيد كل ما حولنا لنكون أحراراً فسندفع الثمن جميعاً إن لم نكن صادقين مع أنفسنا وواجهنا الحقيقة وهي أن تخلينا عن الأخلاق هو الدمار الحقيقي ولكن هل ستقتنعون برأيي أم ستنتظرون النتائج الحتمية كسدوم وعمورة

موقع بلدي المحبة والسلام يتجدد بكم ولكم